عجباً لأمرها تلك
التي يسمونها إمرأة . .
تزعل لمئات الساعات
وتذوب حزناً . .
دون أن يتذكر "هو"
غيابها .. عذابها !!
وحالما ينطق آسفاً ..
ترضى بطول القيظ بكل حرف ..
وبكل عبارةٍ شهر ..
وتغدو لُحيظات صُحبته القصيرة عمراً
من الرضى تعيشه بغيابه .. وعذابها
سعيدة بكل حرفٍ نهار صيفٍ طويل
بكل عبارةٍ شهر ..
وبكل بسمة منه تعيش ألف حياة ..
ومثلها ألف .. وألف مثلها ..
* * *
فعجباً لأمرها تلك التي يسمونها إمرأة ..
تخلُق السماء في صدرها غابات سحر
ويُسخّر لعينيها الحيوات ..
يزرعها في كل وردةٍ شهداً من نوع مختلف
تتفتح حُسناً وتتشبع عبقاً دون أن يدرك
" هو " أسرار خلطتها .
وحالما ينطق عاشقا ..
تنزِع الروح من موطن أنفاسها لتهبها
له .. و تهبها له !!
فيلهى عن روحها لتموت خنقاً ..
فتموت طوعاً
لتعيش به ..
وتموت طوعا لتموت له ..
وتعيش طوعا من حوله
في جنبات الأيام ..
كنسمةٍ طفلةٍ حافية القدمان
تتسلل الى فناءات الغرباء
لتلعب بمراجيحهم ..
وتضحك في وجوههم
وتمرح لوحدها ..
تركض خلف الخيالات المضيئة ..
وينالها التعب ..
فتأوي الى أحضان السماء
بحلول المساء ..
وتنتشلها السحاب برفق
لتغرق في نوم اليتامى دهراً من التعب
* * *
كم صغيرة تلك
التي يسمونها إمرأة
كم مريرة تلك الفراغات
التي تكبر في صدرها ..
وتتلاشى ألوان جنتها قليلا قليلا ..
قليلا قليلا تدرك بأن الروح التي تسكنها
لم تزل روحاً طفلةً ..
رغم مضي السنوات
لم تدرك بعد
بأن الأراجيح البعيدة ليست آمنة ..
وبيوت الغرباء ليست للمرح ..
* * *
للامانه
م
ن
ف
و
ل