العلامة الرابعة : طلوع الشمس من المغرب
1- مقدمة:
هى أولى العلامات
الكبرى المؤذنة بتغيُّر العالم العلوىّ حيث أن الشمس دائماً تشرق من المشرق
و تغرب من المغرب ، إلا أنها فى ذلك اليوم ستشرق من المغرب ، وبعد حدوث
هذه العلامة يتـتابع وقوع العلامات الأخرى فى سرعة كما يتتابع وقوع حباتِ
عقدٍ انفرط ؛وعندما تطلع الشمس من المغرب يؤمن الناس أجمعون إلا أنه لن
ينفع إيمانهم و لن تُجْدى توبتهم لأنه وقت لا ينفع فيه نفساً إيمانها ،
فباب التوبة عرضه مسيرة سبعين عام مفتوح دائماً لا يُغْلَق أبداً إلا عندما
تطلع الشمس من مغربها .
2- أول من يراها :
أول من يرى تلك
العلامة هم المتنَفّلون(من يقومون الليل) ، حيث أن ليلة يوم طلوع الشمس من
مغربها تأتى مساوية ثلاث ليالٍ فيقوم المتنفِّل ليقرأ حزبه ثم ينام ثم يقوم
ثانية فيقرأ حزباً ثم ينام ثم يقوم مرةً أخرى فيقرأ حزباً و هكذا حتى أنه
يندهش من طول هذه الليلة اللتى لا تنتهى ، فيفزع المتنفّلون إلى المساجد
فإذا أصبحوا يجدون الشمس قد طلعت من مغربها ، و بذلك فهم أول الناس الذين
يشعرون و يحسون بتلك العلامة الكبرى كرامةً لهم .
3- مدتها :
تطلع الشمس من مغربها لمدة يومٍ واحد و ليلته تعدل ثلاث ليال ، ثم فى اليوم التالى و إلى قيام الساعة تشرق من المشرق .
4 - أحوال الناس قبلها و بعدها :
ينقسم الناس قبلها إلى قسمين :
الأول : الكافرين أو غير المؤمنين ،فإنه لن ينفعهم إيمانهم بعد طلوع الشمس من مغربها .
الثانى : المؤمنون الذين يتصفون بالإيمان متحققين به فإنهم يكونون على ثلاثة أحوال هى :
1- مؤمن
و لكنه عاصى لم ينْـتفع بإيمانه ، فإنه لن يستطيع بعد طلوع الشمس من
المغرب أن يتوب من معاصيه ؛ و مثل هذا ينفعه إيمانه فى الآخرة بعدم خلوده
فى النار .
2- مؤمن تائب مجدد للتوبة منـتفع بإيمانه ، فإنه ينفعه فى نجاته
وينفعه عمله الحسن فى رفع درجاته
فالأعمال الحسنة اللتى يعملها بعد طلوع الشمس من المغرب يَأخُذْ عليها
حسنات بشرط أن يكون معتاداً على عملها قبل الطلوع أما إذا لم يكن معتاداً
عليها قبل الطلوع فإنه لن ينفعه عملها بعد الطلوع .
3- مؤمن
خلط عملاً صالحاً بعملٍ باطل ، فإنه ينفعه إيمانه السابق فى نجاته و عمله
الحسن السابق فى رفع درجاته ، أما أعماله السيئة فلا ينفعه توبته منها .
5– الحكمة من إغلاق باب التوبة بعد طلوع الشمس من المغرب :
إن طلوع الشمس من مغربها لهو أمر شديد خطير من علامات يوم القيامة لذا شاء الله
أن يعامله معاملة يوم القيامة فلا ينفع عنده توبة ولا عمل صالح محدث فهو بمثابة
احتضار للدنيا .